عربي ودولي

"زلزال الإليزيه": رئيس الوزراء ينسحِب بعد أقلّ من 24 ساعة... والجمهورية الخامسة تلفظ أنفاسها الأخيرة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صُدِمَ الشارع الفرنسي بقرار مفاجئ اتّخذه سيباستيان ليكورنو، رئيس الوزراء الخامس خلال أقل من عامين في فرنسا، والذي سبق وشغل منصب وزير القوات المسلّحة، حيث استقال بعد أقلّ من يوم واحد على تشكيل حكومته، قائلًا أنه "لم يتمّ الاستجابة للشروط اللازمة لاستمراري في منصبي"، وقد جاءت الاستقالة في وقت تشهد فيه فرنسا مشاكل داخلية متتالية، واحتجاجات شعبية، بينما تحاول العمل على وجودها الخارجي.

النائب الرديف في مجلس النواب الفرنسي جو مكرزل، يقول لموقع "الكلمة أونلاين" ان الانتخابات الأوروبية التي أنتجت صعودًا لليمين المتطرّف، وأدّت لاتّخاذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرارًا بحلّ مجلس النواب وإجراء انتخابات، كانت السبب في خطأ كبير ارتكبه الرئيس، إذ كان واضحًا أن فريق ماكرون لن يُبقي على الأكثرية، وهذا بالفعل ما حصل، بحيث قُسّم البرلمان واعتبر كل من اليسار المتطرّف واليمين المتطرّف أنه هو الفائز، فيما الواقع على الأرض كان غياب أي أكثرية واضحة، والاعتماد على على الاتفاقات والتواصل بحسب الموضوع المطروح للنقاش.

وعن هذا التنوّع، يقول مكرزل أن الفرنسيين لم يعتادوا على هذا النظام، فالعادة جرت أن تكون الأكثرية لفريق الرئيس، ما عدا بعض الاستثناءات النادرة، والمطلوب اليوم نقاش، هم غير قادرين على خوضه، وهو ما قاله ليكورنو: "الجميع يظنون أنفسهم أكثرية".

هذه التطوّرات وضعت ماكرون أمام خيارات ثلاث، تتمثّل بحلّ مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة، أو باختيار رئيس وزراء جديد يمينيًا أو يساريًا، وبالرغم من كونه من المتطرّفين إلا أن ماكرون قد يلجأ لإسم أو شخصية لا تكون هي نفسها متطرّفة، أو يضطر الرئيس لتقديم استقالته، وهو أمر غير وارد في الوقت الحالي بحسب مكرزل، لكنه في الوقت نفسه مطلب للمتطرّفين من الفريقين، اليمين واليسار، الذين سيحاولون استغلال الوضع بكلّ قوّتهم.

يضيف النائب الفرنسي الرديف ويحذّر من أزمة توازي بخطورتها أزمة الحكومة، وهي التصويت على الموازنة، الذي بحال لم تحصل، ستدخل البلاد في حالة جمود وإغلاق وصولًا إلى الشلل، بما يشبه ما يحصل في الولايات المتّحدة الأميركية.

أمام هذا الواقع، يرى مكرزل أن الجمهورية الفرنسية الخامسة بحالة خطر، فالنظام لم يعد على ما كان عليه، والمفكّرين الفرنسيين استهلّوا التفكير في نظام جديد لجمهورية فرنسية سادسة.

أما عن المستقبل القريب، يلفت مكرزل إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن اليمين المتطرّف سيكون الرابح الأكبر في أي انتخابات مقبلة، لكنه يسأل في الوقت نفسه عما إذا كان فوزه سيمنحه القدرة على الحكم، لذلك ستكون عمليات التواصل بين الأفرقاء ضرورية لاتّخاذ أي خطوة في البلد.

وعن الاحتجاجات وإمكانية اشتعال الشارع الفرنسي، يطمئن مكرزل إلى أن الشعب الفرنسي عادة ما يحتجّ بوجه الحكومة، وفي ظلّ غياب الحكومة فمن المستبعد أن تحصل أي تحرّكات في الشارع، ما عدا تلك التي قد يستخدمها البعض للضغط على ماكرون للتحرّك سريعًا، إن بحلّ مجلس النواب أو الاستقالة.

على الصعيد الخارجي، تحديدًا في علاقاتها مع أوروبا، يقول مكرزل أن القارة العجوز أولوية دائمة في حسابات ماكرون، وهو أمر يُلام عليه في بعض الأحيان، لاسيما من اليمين المتطرّف، والعلاقات الفرنسية مع باقي الأوروبيين ومع الاتّحاد الأوروبي نفسه دائمًأ ما كانت جيدة، وستبقى حتى في حال رحيل ماكرون، إلا أن ما يمكن تبديله هو التشدّد في بعض القوانين بما لا يتلاءم مع التوجّه الأوروبي العام، أي أن اليمين المتطرّف سيفرض حدودًا أكثر حدّة تجاه طلبات الاتحاد الأوروبي.

يختم مكرزل مع العلاقة اللبنانية-الفرنسية، بحيث يؤكّد أن العلاقة التاريخية التي تربط البلدين لا تتغيّر، فهي ضمن الدولة العميقة، وليس مجرّد فترة عابرة في عمر الدولة أو الجهة الحاكمة، وما يجمع الشعبين من ثقافة وعلاقات، لا تؤثّر فيه تبدلات الحكم الفرنسي، إذ أن لبنان في قلوب الفرنسيين، لكن ما يمكن أن يتأثّر هو المساعدات ومدى متابعة الملف السياسي اللبناني، فماكرون كان يضع لبنان ضمن أولوياته، بينما مجيء فريق جديد إلى السلطة قد يغيّر هذا الواقع، كما أنه قد يتسبب بتخفيض المساعدات والدعم.

تقلا صليبا-الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا